


المحرر
صحيفة لبنانية أصدرها فى بيروت هشام أبو ظهر , الشقيق الأكبر لـ”وليد أبو ظهر ” خلال عقد الستينيات من القرن الماضي, وبعد الرحيل المفاجىء لشقيقه أصر أبو ظهر على إكمال المسيرة حيث تولى إدارة وتحرير الصحيفة فى ظل ظروف صعبة للغاية ومع ذلك نجح خلال فترة قياسية فى أن يجعل المحرر أبرز الصحف اللبنانية و لعبت في تلك المرحلة دورا هاماً في الحركة التقدمية اللبنانية، وأصبحت منبرا للحركة الوطنية.
وخلال تلك المرحلة الحساسة والحرجة ، لعبت ” المحرر” دورا رئيسيا في تأسيس الحركة الوطنية والتقدمية اللبنانية. وشهدت مكاتبها الإرهاصات الأولى ” لانطلاق المقاومة الفلسطينية . ولم يكن للصحيفة توجها تحريريا قوياً فحسب، بل كانت أيضا نموذجاً مثالياً للابتكار ,حيث تعد أول منفذ إخباري يكرس قسم كامل للرياضة. وعقب رفض ” المحرر” دخول القوات السورية إلى بيروت , تعرضت مكاتبها لهجوم عسكرى منظم بالدبابات وحاصر نحو 100 جندى من الجيش الغازى مقر الجريدة , أصابت القذائف و الرشاشات المبنى في معركة استمرت 10 ساعات مع حراس الأمن وأربعة أشخاص من بينهم مدير الصحيفة.
رغم الهجوم الشرس , عقد وليد أبو ظهر العزم على إصدار الصحيفة بموعدها المحدد فى اليوم التالى وخرجت المطبوعة تحمل على صفحتها الأولى عنوان ” المحرر لن تركع ” فى إشارة واضحة إلى تصميمه باعتباره مواطناً لبنانياً على الوقوف بوجه العدوان ومحاربة الغزو السورى للبلاد . وتجمع الشعب اللبناني بالآلاف للتنديد بالهجوم ودعم “المحرر.” فالهجوم والتهديدات المستمرة لحياته لم تمنع وليد أبو ظهر من القتال من أجل لبنان الحر والمستقل لكل مواطنيه.
وفى ذلك الحين , علق الزعيم السياسي والشهيد كمال جمبلاط على الهجوم عبر رسالة مفتوحة قائلاً : “المحرر صحيفة رائعة ولكن هناك سقف معين لا ينبغي تجاوزه. والمشكلة الوحيدة هي أن المحرر قد تجاوزت هذا السقف “. كما أشار السياسي اللبناني إلى أن الصحيفة قد عارضت الاتفاقيات الجيوسياسية للقوى العظمى في العالم وأصبحت أقوى مما ينبغى .
لم يكن مخطئا ,ففى نهاية المطاف, بعد نحو سبعة أشهر من تلك الواقعة , تم حظر الصحيفة اليومية. وإثر مطاردة استمرت لعدة أيام من قبل البلطجية والمرتزقة السوريين,أرغم وليد أبو ظهر على النزوح للمنفى مع عائلته عن طريق قارب ,ضل طريقه في البحر لمدة ثلاثين ساعة من صيدا إلى قبرص. ليسدل بذلك الستار على هذا الفصل من حياته و الذي شهد أيامه الأخيرة في بلده الحبيب و الذى ظل عاشقاً لثراه .