الوسام الأكبر
بقلم : خالد أبو ظهر
(( إن لوليد أبو ظهر مكانة خاصة فى نفوسنا فهو من الرجال القلائل الذين يبقون فى الذاكرة ولايمكن نسيانهم ومن الذين يفون بوعودهم وتقدر لهم المملكة مواقفهم القيمة طوال عملهم فى الصحافة والاعلام ))
هذا التقدير الذى ورد فى رسالة تعزية بوفاة مؤسس ( الوطن العربى ) تفضل سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض بإرسالها لهى الوسام الاكبر لمواقف وليد أبو ظهرعبر سنوات طويلة واننى على ثقة انه لم يكن يتمنى من وسام افضل من هذه الكلمات الشافية .
ولا افشى سرا اذا ما قلت اننى كثيرا ما سمعت والدى يقول انه ليس من الصعب اتخاذ هذه المواقف لان مبادئ عبدالعزيز التى سار عليها ابناء عبدالعزيز عى تجسيد للعروبة والاسلام ولذلك من السهل الاصطفاف وراء هذه المبادئ ومن يمثلونها لانها الحق وكيف لا نقف وراء من يدافع عن القضية العربية خير دفاع وكيف لا نقف مع من يتمسك بالحق العربى ولا يتهاون فى احلك الظروف ؟
وكيف لا نقف مع من جعل رعاية الاسلام قضيته الاولى وكيف لا نقف مع من يمد يد العون لكل المسلمين اينما كانوا فى احتياجاتهم ومشاكلهم وكوارثهم وازماتهم هذا هو نهج المملكة منذ ايام المؤسس الكبير وحتى اليوم
وكل منا يقوم بدوره فى الوقت المحدد له فى هذه الدنبا ثم يمضى فى سبيله ولكن دور وليد أبو ظهر سيبقى فى اسرة الوطن العربى ونعاهد الله ان نكرس جهدنا من اجل اكمال رسالته اوفياء لمن اوفى بعهده معهم ومخلصين للمبادئ التى امن بها وحارب من اجلها من على منبر ( الوطن العربى )
ولا شك انه من الصعب ان نسد الفراغ الذى تركه ولكننا سنبذل جهدنا وخاصة فى هذة المرحلة التى نشكو فيها من غياب الوضوح فى المنطقة ووقوع التباس بين الحق والباطل ولكننا فى الوطن العربى سنظل على بينة من طريق الحق مهتدين بميادئ عبدالعزيز فهى ما تحتاجه عروبتنا وما يحتاجه المسلمون للاهتداء الى الحق
وبالنتيجة فإن شهادة سمو الامير سلمان هى تتويج لرحلة شاقة قطعها الوالد على مدى سنوات طويلة دفاعا عن مبادئه التى امن بها حتى النهاية وكان ليفخر بها كثيرا ويعتبرها وسامة الاكبر وخاصة ان قلمه كان دائما – وكما كان يقول بنفسه- ينحاز للحق ضد الباطل وينحاز لمن يقف مع الحق ضد الباطل وهذه المعادلة كانت نصب عينيه فى كل ما كتب ونصب عينيه فى كل موقعة خاضها حتى النفس الاخير
وقد توفاه الله وهو على العهد واليوم هو يحيا بالعهد الذى نقطعه من بعده .
كان لا يخشى احدا
بقلم : الرئيس اللبناني السابق الشيخ أمين جميل
كان الأستاذ وليد ابوظهر رحمه الله من كبار رجال الصحافة والإعلام فى هذه الحقبة العربية المصيرية وكان له تأثير بالغ على الجماهير الواسعة في الأقطار العربية كافة بسبب الانتشار الهائل لمجلته (( الوطن العربي )) فعرفت مواقفه رواجا منقطع النظير
كان يتميز بصفات تأتى في مقدمتها الشجاعة والجراءة إذا كان لا يهاب احد فتصدى لمواضيع فى السياسة العربية من يكن لجرؤ غيره على التصدي لها لأنها تعتبر من المحرمات وانتصر عليه وتجاوزها فكان حداثيا ورؤيويا في هذا المعنى
كلماته المدوية على صفحات الوطن العربي تتميز بالصراحة في العرض والجرأة في الموقف وقد كلفته الكثير من المشاكل وردات الفعل العنيفة التي قام بها بعض الحكام والسياسيين ضده لكن ذلك لم يغير شيئا في أرائه ومواقفه كان فعلا رجلا لا يخشى أحدا كان يقول الحقيقة كما يعتقد من دون أن يلتفت إلى الخسائر التي غالبا ما كانت باهظة بالنسبة إليه شخصيا وبالنسبة إلى مجلته
وكان رحمه الله صحفيا عصاميا بلغ أعلى مراتب النجاح بفضل مثابرته وتضحياته من جهة وبفضل صداقات عرف كيف ينسجها بمهارة وحنكة من جهة أخرى وهكذا استطاع أن يتجاوز المصاعب الكثيرة التي تواجه الصحافي عادة فكان دائم التنقل بين العواصم مؤمنا لمؤسسته ليس فقط الاستمرارية وإنما أيضا الازدهار والتطور
لقد عرفت الراحل الكبير عن كثب وكان بيننا سجالات وحورات عديدة وإذا لم نكن دائما متفقين في الراى والتحليل فان ذلك لم يمنع ان يسود بيننا احترام وود إذا كان على صلابة رأيه وشجاعة توجهاته يحترم الراى الأخر ويصغى إليه ويسعى الى محاورته بل كان يفسح له المجال الواسع فى مجلته
لا استطيع ان أنسى مواقفه الشجاعة فى الدفاع عن خطنا السياسي ،في وقت لم يكن احد ليجرؤ حتى على نشر أفكارنا ومواقفنا . هو أفسح لنا مجلته منبرا للرأى الصريح فى مرحله سابقه عصيبة .
غيابه المؤلم والمفاجئ سيترك ، بلا ريب ، فراغا كبيرا على صعيد الإعلام العربي . كان الى جانب الراحلين: سليم اللوزى ورياض طه . وأخيرا احمد شومان ، من الأقلام النادرة التي لم تعد موجودة فى الساحة ، ولا سيما في هذه المرحلة التي يهيمن عليها الإعلام الرسمي .
خسر لبنان والعرب مناضلا كبيرا
بقلم : العماد ميشال عون
يعز علينا جميعا غياب الاستاذ وليد ابو ظهر ، رحمه الله ، فقد خسرنا ، غيابه ، مناضلا كبيرا حمل حتى الرمق الاخير رسالة وطنه لبنان ورسالة أمته العربية ، بصدق واخلاص وجرأه ن وعمل على خدمتها احسن ما تكون الخدمه .
لقد عاش حياته شجاعا باسلا ، مندفعا ينافح عن قضايا الحق التى تهم وطنه وأمته ،وهو فى سبيل ذلك تعرض لاخطار هددت حياته اكثر من مره . فما خاف من اغتيال ، ولا خشى تهديدا يصدره هذا النظام او ذاك.
أعود فأكرر: لقد خسرنا فيه مناضلا من طراز رفيع ، واذا كان لابد لكل انسان من مواجهه قدره المحتوم ، فان الحياه لو أفسحت له بعد فى المجال ، لكان قدم الكثير ، لأنه كان قادرا بعد على العطاء والبذل على مذبح القضايا العادله والمحقه ، فى وطنه وأمته .
اننى أتقدم فى هذه المناسبه الى أسرة الفقيد العزيز بأحر التعازى ، طالبا من الله أن يلهمهم الصبر ، وأن يسكن عبده فسيح جناته .
الصحافة العربية والأجنبية في وداع وليد أبو ظهر
على قدر العطاء يكون التكريم …وعلى وزن الرجال يتحدد مستوى الحدث..وعلى أهميه الشخصيات يقاس مدى خسارة فقدها .
ومن هنا جاء اهتمام مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية برحيل مؤسس (( الوطن العربي )) الأستاذ وليد أبو ظهر ، ليؤكد مدى ألمكانه التي شغلها الراحل الكبير طوال رحله عطائه الصحفى التى استمرت طوال أربعه عقود .
وكان العنوان الأبرز الذى اجمعت عليه مختلف الوسائل الاعلاميه هو ان رحيل أبو ظهر (( خسارة كبرى للصحافة العربية )) التى كان احد علاماتها البارزه بدايه من الانفرادات التى ارتبطت بأسمه ، ونهاية بالأنجازات التى صنعها ، ومرورا بالمشروعات الاعلاميه الناجحه التى تحققت على يديه .
القاهره : الوصية الأخيرة
ففى القاهره اهتمت (( وكاله أنباء الشرق الأوسط )) الرسميه بوفاة الأستاذ وليد أبو ظهر ، وسارعت ببث خبر عن تشييع جنازة الفقيد ، مشيرة الى وصيته بدفن جثمانه فى مصر . وأضافت الوكاله أن الراحل الكبير رأس تحرير صحيفه المحرر التى اصدرها شقيقه الراحل هشام أبو ظهر فى الستينات ، ثم انتقل فى منتصف السبعينات الى باريس حيث أصدر مجله (( الوطن العربى )) لتكون أولى المطبوعات العربية التى تصدر فى المهجر .
وأشارت (( وكاله أنباء الشرق الأوسط )) الى أن أبو ظهر (( عاش فى الاونة الأخيره بين باريس والقاهره التى أسس فيها دار صحيفة تصدر عددا من المجلات الأسبوعيه والشهريه )).
وتناقلت كبريات الصحف المصريه الصادره بتاريخ الأحد 18 ابريل (( نيسان )) الجارى خبر رحيل الأستاذ وليد أبو ظهر من (( وكاله أنباء الشرق الاوسط )) ، وأبرزته صحيفه (( الأهرام )) فى صفحتها الاولى وركزت فى عنوانه على وصيه الراحل الكبير بدفن جثمانه فى مصر .
كما نشرت الخبر فى صحيفه (( الأخبار )) مصحوبا بصوره للفقيد ، وكذلك صحيفه (( الجمهوريه )) .
وأجمعت الأوساط الصحفيه فى القاهره على الاضافه المهمه للراحل فى دنيا الصحافه مشيرين الى تنوع وتميز الاصدارات الصحافيه الأسبوعيه والشهريه التى أسسها الاستاذ وليد أبو ظهر
بيروت : ما هان ولا انهزم
وفى بيروت نعى نقيبا الصحافه والمحررين محمد البعلبكى وملحم كرم الراحل الكريم .. وقالا (( ان رحيل وليد أبو ظهر خساره منيت بها الصحافه اللبنانيه والعربيه … وهو صاحب مجله طليعيه بين أربع مطبوعات (( بان اراب )) الأكثر انتشارا فى العالم العربى والعالم .. وقد طور الفقيد هذه المطبوعه وانماها وجعلها كثيره الرواج ، وجعل من مادتها صناعه فكر رائد وعطاء مهنيا رفيعا فحققت سبقا صحفيا ذا يريق ووهج . وتحدث الى قاده عرب ودوليين .. ونشر
سلسله تحقيقات وثائقيه نادره ، وكان بشخصه وبأقدامه صاحب وهج وصداقات دوليه مما جعل كلمه (( الوطن العربى )) ثابته بل بناءه كالمحراب .
وأكد البعلبكى وكرم أن (( وليد أبو ظهر ما هان ولا انهزم ولا عرف الجبن والتهاون فى كل ما يتعلق بالحريه وبكرامه المهنه . بدأ حياته بداية عصاميه ، وحقق النجاح المهنى بتفوق فريد ومتفرد أحيانا كثيره )).
وأضاف النقيبان: (( ان وليد ابو ظهر لم يعرف التورع الجبان ولا المداراة المتملقه ، بل كان دائم الوقفه الشجاعه البانيه . وقد التزم بفروض المهنه ومقدساتها وبالقضايا الوطنيه العربيه )).
ووصف محمد البعلبكى وملحم كرم وليد أبو ظهر بأنه (( كان الوقفه التى لا تهادن ولا تلين ، وقد أعار القضيه العربيه المركزيه فلسطين عنايه كامله ، فلا تقصير ولا خروقات ولا ثقوب .بل تماسك وصلابه نضال )).
واختتم النقيبان نعيهما بالقول : (( ان الصحافه العربية الثكلى تبكى فى وليد أبو ظهر الصحافى والانسان والمناضل الذى سيكون رسولها المخلص فى عالم الخلود )) .
وأبرزت الصحف اللبنانيه الصادره بتاريخ 19 ابريل ((نيسان )) الجارى خبر رحيل وليد أبو ظهر ونعى نقيبى الصحافه والمحررين له ، وهو ما فعلته (( النهار )) و (( السفير )) و (( الديار )) و (( المستقبل )) و (( البيرق )) و (( البلد )) و (( الشرق )) و (( اللواء )) .
وأوضحت الصحف اللبنانيه أن (( وليد أبو ظهر قضى أكثر من نصف حياته فى ميدان الاعلام محققا انجازات صحفيه كبيره أسهمت فى تشكيل سياسات مواقف فى منطقتنا العربيه )).
باريس : حداد الصحافة المهاجرة
وفى العاصمه الفرنسيه نشرت صحيفه (( لوماتان )) واسعه الانتشار تقريرا حول رحيل الأستاذ وليد أبو ظهر وضعت له عنوان (( الصحافه العربيه المهاجره فى حاله حداد )) .
وتناولت فيه الدور الريادى للفقيد فى عالم الصحافه المهاجره باصداره مجله (( الوطن العربى )) فى باريس كأول مطبوعه عربية فى المهجر ، والجانب المؤثر الذى تشغله المجله فى عالم الصحافه العربيه
لندن : مواقف صلبه
أما فى لندن فقد نشرت صحيفه (( الشرق الأوسط )) ما نشيت فى صدر صفحتها الأولى عن رحيل الأستاذ وليد أبو ظهر ، وذلك فى عددها الصادر بتاريخ 18 ابريل (( نيسان )) ، ثم موضوعا داخليا ذكرت فيه أنه دخل حقل الصحافه لاكمال مسيره شقيقة المنوفى هشام فى رئاسه تحرير صحيفه (( المحرر )) اللبنانيه ودفع ثمن موافقه السياسه الصلبه أن اضطر الى اقفال (( المحرر )) التى لا يزال ترخيصها قائما لأل أبو ظهر ، وهاجر الى باريس حيث أصدر منها مجله (( الوطن العربى )) التى حققت نجاحا بارزا وصل بها الى بيع نحو 80 ألف نسخه أسبوعيا .
ونقلت (( الشرق الأوسط )) عن وليد الحسنى رئيس تحرير الكفاح العربى قوله ان وليد ابوظهر افتقده الوطن العربى وطنا ومجلة مشيرا الى انه كان صحفيا مختلفا يتقن اسرار المهنة ويعرف كيف يخترق خفايا الاحداث وانه كان يملك احساسا عاليا بما يريده القارئ ولا يتردد بالنشر غير مبال بالعواقب والنتائج هدفه ولهذا كانت مشاريعه الصحافية ناجحة منذ ولادتها الاولى
واضاف الحسينى هذا الزميل الذى اخرجته الحرب الاهلية من لبنانواتبعه التجوالفى عواصم العرب والعالم بحثا عن اسرار الموت لكنه التحقيق الصحافى الذى لم نقرأه ومع ذلك سيبكينا
كما نقلت الشرق الاوسط عن يسام فريحة الرئيس التنفيذى ل ” دار الصياد ” قوله انها لصدمة كبيرة ان نحسر زميلا مؤثرا مثلما كان وليد ابو ظهر فوليد مثل اخيه هشام الذى عمل رئيسا لتحرير ( دار الصياد ) كان صحفيا جرئيا ومقدما
وفى نفس الصفحة نشرت الشرق الاوسط مقالا للصحافية الاعلامية إنعام كجة جى قالت فيه حين بلغنى خير وفاته نسيت تاريخه الحافل بالالوان وكل الحكايات التى سمعتها منه او عنه ولم اتذكر سوى ضحكته القديمة التى كانت تلازمه قبل مرضه ونكاته التى كان ينشرها فى مواقف الجد وفى مواقف الهزل سيان وكأن الحياة نكتة كبيرة والشاطر هو من يفوز بالضحكة الاخيرة
وتحدثت كجة جى عن معرفتها بالفقيد عندما انضمت الى اسرة الوطن العربى فى اوائل الثمانينيات
واشارت الى الدور الثقافى التى لعبته الوطن العربى موضحة انفتحت مجلة وليد ابوظهر على مثقفى المغرب العربى فى وقت لم يكن فيه القارئ المشرقى قد سمع باسماء الكثيرين منهم كما فتحت صفحاتها لادباء وصحافيين مبتدئين من المغرب العربى الكبير ممن اصبحوا اعلاما فى اوطانهم وخارج اوطانهم وبهذا كانت المجلة وفية للاسم الذى حملته
المغرب : نهاية رجل شجاع
وتحت عنوان ” نجا من تسع محاولات اغتيال ودفن فى القاهرة .. الناشر الصحافى وليد ابوظهر نهاية رجل شجاع “
نشرت صحيفة ( الصحراء المغربية ) التى تصدر فى المغرب تقريرا موسعا عن الفقيد ضم فقرات من اخر مقال له فى الوطن العربى
وبرحيل وليد ابوظهر – حسب قول الصحيفة المغربية – تسقط ورقة اخرى من شجرة المبدعين العرب فى ارض المهجر الذين اسسوا تجارب اعلامية جريئة تبحث عن الحقيقة وتقدمها عارية للقارئ العربى بعيدا عن ضغوطات الانظمة او الساسة او رجال المال والاعمال